هل يمكن أن يحيا الإنسان بدون أمل ما فى حياته؟.. هل يستطيع إنسان أن يمارس عملا ما وهو فى قرارة نفسه متأكد أن هذا العمل بلا جدوى؟؟.. وهل يستطيع أن يتكلم ويحوار ويجامل وهو يشعر أن كل هذا بلا فائدة؟؟
هل يمكن للإنسان مواصلة الحياة وهو فاقد الرغبة فى التواصل مع من حوله... وفاقد الحماس لما يمارسه... وفاقد الصبر على ما يمر به؟؟؟
ما الذى يعطى مثل هذا الإنسان الدافع لكى يستيقظ فى الصباح... لكى يتنفس... لكى يحيا؟؟
اعتقد من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يحيا أى إنسان بكل هذا اليأس...فالإنسان إذا تسللت إليه هذه المشاعر البائسة.. فإنه قد بدأ فى السقوط فى هاوية اليأس وفقدان الرغبة فى الحياة.
ولكن ما الذى يدفع الإنسان إلى ذلك؟؟؟
هل هى طبيعة شخصية خاصة بإنسان ما.. تكون نفسيته ضعيفة ومستسلم أمام تقلبات الحياة لتتحكم به كما تشاء؟ أم العكس وهو أن يكون هذا الإنسان شديد الطموح ولديه العديد من الآمال والأحلام.. ويفاجأ بها تتحطم على صخرة الواقع.. وكلما زادت مقاومته كلما زادت الضربات التى يتلقاها؟
أيهما يكون فريسه لمشاعر الإحباطات؟؟
فى اعتقادى أن الشخصية الأولى قد لا يكون عندها امل إلا انها مثل الريشه فى مهب الريح قد ترتفع فى بعض الأحيان وقد تسقط فى أحيان أخرى.. وفى كل الأحوال تستسلم هذه الشخصية لواقعها وتحياه.. قد تشكو منه فى كثير من الأحيان.. ولكنها فى النهاية تتعامل.
أما الشخصية الثانية فهى الأكثر عرضه لهذه المشاعر البائسة.
ويكون قدر اليأس الذى يتعرض له هذا الإنسان بقد الآمال المقتولة.. وكلما زادت آماله المهدرة كلما زاد يأسه... إلى أن يصل إلى درجة يفقد فيها قدرته على الحلم والامل.. بل وقد تصل حالته إلى أن يفقد رغبته بل قدرته على الحياة... وخاصة إذا كان يشعر فى قرارة نفسه أنه لم يقصر فى شىء من أجل تحقيق أهدافه.. بل أنه بذل مجهود خرافى من أجل الوصول إلى أماله.. لم يبخل بأى شىء... وبالتالى.. ليس هناك ما يمكن أن يقدمه أكثر مما قدمه.. فما الذى يمكن أن يحيا من اجله؟؟؟
هنا تتمثل المشكلة.. إن لم نقل الكارثة...........
والحل؟؟
الحل هنا يكمن فى داخل الإنسان نفسه.... وذلك بأن يقاوم كل يأس يقابله بكم كبير من الآمال والأحلام، يحصن نفسه بها. فإذا قُتل له أمل ما... أعد بدلا منه العديد من الآمال، وبالتالى كلما زاد عدد الآمال كلما زادت فرصة أن يتحقق عدد منها.
والحل كذلك بالرضاء النفسى..وألا نبخس أنفسنا حقها..
وبأن نحمد الله على ما استطعنا تحقيقه وندعوه أن يوفقنا فيما نسعى إليه.
وأخيراً... علينا أن نتذكر الحكمة القائلة "أجمل الأنهار لم نراها بعد... أجمل الكتب لم نقرأها بعد... وأجمل أيام حياتنا لم نعشها بعد"
عبير عبد الحميد