Anonymous كتب "تتحدث لشخص ما، وأثناء حديثك تجده غادر المكان وتركك.. أو ربما نام أثناء كلامك معه، أو قد تجده ينظر في جميع الاتجاهات، إلا الاتجاه الذي تجلس أنت فيه، أو لا مانع من أن يرد عليك بكلام ليس له أدنى علاقة بما تقوله!
ترى بماذا ستشعر تجاهه؟! ربما ستود لو تفجر نفسك فيه، أو على الأقل أن تقرر ألا يخاطب لسانك لسانه مرة أخرى..
يمر الوقت، ويأتي من يضعك في موقفه، فتكون أنت المستمع، وهنا سيكون عليك أن تتعرف على مهارات هذا الموقف؛ حتى لا تكون مكان ذلك الذي كنت تكرهه قبل سطرين!
كلي آذان مصغية!
أن تكون مستمعاً جيداً، فهذه فطرة خلقنا عليها جميعا، وإلا كيف نفسر أننا خُلِقنا بأذنين وفم واحد، ولكن تحتاج هذه الفطرة إلى تدريب وتمرين، لتكون في أحسن أحوالها؛ فالبشر يستغرقون 40% من أوقاتهم في الإنصات.. إلا أن الكثيرين لا يجيدونه!
* ولكي تكون مستمعاً جيداً، عليك أن تمرن نفسك على الوسائل التالية:
1- ركز في حوار واحد، ولا تشتت نفسك بين أكثر من متحدث.
2- لا تقاطع أحداً، ولا تحاول أن تشرح وجهة نظر من يحدثك بدلا عنه، أعطيه فرصته للتعبير عن نفسه.
3- أشعر من يحدثك بأنك متابع ومهتم ومتفهم لما يقوله، باستخدام كلمات مثل (نعم، صحيح، بالضبط، ممم، وبعد ذلك، جميل، حقيقي).
4- حاول أن تستنتج الهدف من كلام محدثك؛ لتتمكن من متابعته، ولكن لا تتسرع بالقفز إلى نتائج.
5- تعلم أن تستمع مستخدما عينيك بجانب أذنيك، فاجعل المتحدث يعرف أنك مهتم بما يقال من خلال متابعته لعينيك.
6- لا تتحدث كثيراً، وترهق نفسك بمحاولة الوصول لحلول لمشاكل من يحدثك، ففي معظم الأحيان سيكون من يحدثك في حاجة فقط لأن يفكر بصوت عالِ؛ ليتمكن من الوصول لحل لمشكلته، وفي هذه الحالة أفضل ما تقوم به هو: الإنصات والمتابعة.
7- كن بئرا للأسرار، فمهما كنت مستمعا جيدا ومؤتمن على أسرار الآخرين، وإلا لن يتشجع أحد للحديث معك، فحاول ألا تجعل أحاديثك حول أحاديث الآخرين.
8- اظهر امتنانك، وسعادتك بأن من يحدثك لجأ إليك وائتمنك.
9- لا تسرح في منتصف الحديث، وبالطبع لا تترك من يتحدث معك وتنهض فجأة؛ لأنك تذكرت شيئا ما، لو شعرت بأنك سرحت فقط قم بتكرار ما يقال لك، سيساعدك هذا على التركيز.
10- تأكد من أنك سمعت جيداً ما يقال لك، وإذا حدث ولم يتضح لك الكلام، لا تتردد في أن تسأله أن يعيده عليك مرة أخرى.
11- راقب لغة جسد محدثك أثناء كلامه، واستمع إلى ما لا يريد أن يقوله، فأحيانا حين نتحدث عن شيء محرج، لا ننظر في عين من نحدثه، و أحياناً نصمت لبرهة، أو نستخدم كلمات غير مفهومة، أو نقوم بتغيير وضعية الجلوس، والإكثار من حركات الجسد، في هذه الحالة ساعد محدثك بإلقاء الأسئلة عليه.
كما يكفينا أن نعرف أن حسن الإنصات سنة من سنن رسول الله (ص)، حيث رُوىَ عن عمر بن العاص (ر): "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم، يتألفه بذلك، وكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني خير القوم".
وقال بعض الحكماء:
إذا جالست الجهال فأنصت لهم.
وإذا جالست العلماء فأنصت لهم.
فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم، وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم"